بقلم: كمال لعفر
لقد أوضحت الأعراف السياسية، وبينت جليا بأن الاختلاف حق مشروع حول تدبير شؤون البلد، غير أن تمييع السياسة وتعفنها أدى إلى عزوف الشباب عن الفعل السياسي ،والفرار منه كفرار الظل من الساعي إليه،فلما اختلط الحابل بالنابل وأضحى الفاعل السياسي يعمر داخل الأحزاب أكثر مما عمر القذافي بليبيا، واختيار القوانين على مقاسه،إختار الشباب البقاء خارج اللعبة، وعدم الاكتراث لها بشكل نهائي.
ولعل التحليل الدقيق للواقع الشبابي المشؤوم داخل بلدنا العميق على مستوى البيئة السياسية الهشة دون الوفاء بالعهود وانتشار منطق الولاء عوض الكفاءة،ومنطق الإقصاء عوض الديمقراطية الداخلية نرى ثمة أمور تستدعي القلق وتستدعي التشاؤم تجاه العمل السياسي النبيل الذي ما فتئ يتلوث أمام الاحداث الأخيرة بعد سقوط شبكة المالي وأتباعه.
وبغض النظر عن حزب دون آخر إلا أن الواقع المغربي أثبت بالملموس بأن اختيار الناس دون معايير والحرب الظروس التي تظل تدور رحاها داخل المناضليين بنفس الحزب من أجل التسابق نحو الحصول على الصفة، أو توزيع وعود بالجملة من قبل البعض حصل على عدة امتيازات كريع سياسي مقابل عمل غير نبيل قد يكون تسبب في اعدام عدة طاقات شابة كان الحزب يعج بها.
وبدون أدنى شك فإن هذا الوضع هو الذي ساهم بالابتعاد الكلي عن السياسة، وتكونت للشباب المغربي عنها صورة قاتمة أشبه بمكان نجس خصوصا أمام ظهور قيادات حزبية متورطة في اختلاسات مالية أو الاتجار في المخدرات أو
عدم احترام صورته أمام الرأي العام على مستوى الاخلاقيات التي يكن لها المجتمع كامل التقدير وعلى رأسها الاداب العامة والأخلاق الحميدة.
كما أن الصراع بين الأيديولوجيات السياسية سواء على المستوى الاسلامي أو اليساري أو اليميني دفع الشباب إلى ترك مسافة فاصلة بينه وبين المؤسسات الحزبية لأن الأهم هو خدمة مصلحة الوطن ومستقبله،أي الوسائل والسبل لتحقيق التنمية الشاملة عوض التراشق بالكلام الذي قد يصبح اليوم مرتبط بالعصر البائد.